الأربعاء، 29 أغسطس 2012

رفقة السلام


(1)
أربكتني آخر انحناءة  لها، كانت كنسمة باردة تضيع بين حنايا الياسمين، كانت في غرفتها، و أنا أتلصص عليها من المسافة القليلة التي تركتها مفتوحة من الباب، رأيتها تتيه في وجهها المنعكس في تفاصيل المرآة، بعد قليل وقفت بجانب الشرفة بطريقة مجعدة، بعد بضع ثوان لم تستطع عيناي التقاطها، لكنني سمعت صوت ارتطام شيء ما بالأرض ذكرني بصوت منطاد سقط من علو شاهق في إحدى مهرجانات المدينة .
بعد ذلك لم أتذكر ما حدث عدا أنني استيقظت من النوم فزعة،
فكل ما في الأمر عملية " انتحار" .

(2)
يا صديقتي هل تتذكرين عندما كان على ناصية الطريق المؤدي إلى باب مدرستنا القديمة " بائع بوظة "، كنا نذهب لنشتريها بثوب الضفادع – ثوب مدرستي القديمة- معبئين بكثير من المشاغبة، كنا نمشي بطريقة مضحكة كما رأينا بينكيو يفعل في إحدى أفلام الكرتون، كنا نتمنى لو أن الكمية التي نشتريها بلا نهاية، كنا نتسخ دائماً، الفم فالأيدي فالثوب .
أتتذكرين كيف كان يتقاطر من البوظة الكثير على الأرض ؟
 أتتذكرين آخر بقعة كم كانت كبيرة ؟
البارحة يا صديقتي كنت أمشي مصادفة في ذاك الشارع، البقعة قد جفت تماماُ،
لكن لا أدري من جف أكثر، بقعة البوظة، أم الحب في قلبينا ؟

(3)
أشتاقك دوماً، كما الماء البارد في زمن العطشى، دائماً أتشاجر معك حتى أنني بتُ لا أتذكر متى آخر مرة ساد الصفاء بيننا قليلاً  !
في غيابك الأخير طفح الكيل من أفعالك، لدرجة أنني لم أكن أدري ماذا سأفعل حين اللقاء !
هل أصفعك لأنهي حساباتي معكِ ؟ أم أرقص معكِ بمناسبة عرس لقاءنا بعد الغياب ؟
دمتِ من أود صفعها و الرقص معها دوماً .

(4)
لا تتكلمين عن الموت  في قصائدك، و كأنك تخافين أن تقتلك حياة النص !
تدافعين عن الفصيلة الجديدة من جحود المنفى، و كأن الحرية المصباح الحياة و ليست ظلها !
وجعي أصبح يلهمك جداً، و لكن آه المواويل المصابة بالترح تكرهني !
ولدت قصيدتنا من جديد، فأعلنوا الدموع و لا تخشوا المكيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق