الخميس، 17 نوفمبر 2011

مشاكل التعليم تطورت إلى الأسوأ أكثر مما كنا نتوقع !

كالعادة، ننظر إلى الأمور و نتحسر، لا نتكلم، و وجود الحياة في روحنا لا يجدي نفعاً في الحديث ! ،

إذا ذكر أحدهم مشاكل التعليم عندنا في غزة لا يسعني إلا أن أقول : " تبًاً "

هذه الكلمة التي تعبر عن الموقف بشكلٍ أو بآخر، أخيراً اقتنعتُ بأن" احتلال، مشاكل سياسية، مشاكل تعليم " يربطهم حبل ، فالاحتلال يولد المشاكل السياسية و المشاكل السياسية و أحزابها تولد " مشكلةُ التعليم " ..

أنا كطالبة و كفلسطينية أصرح بأن 70 % من هذهِ المشاكل لا دخل للاحتلال فيها،

ربما علينا أن نتوقف عندما بعض المحطات التي تجعل التعليم عندنا تحت الصفر، بل أكثر من تحت الصفر،

أ‌- المنهاج الفلسطيني : إنه من أصعب المناهج في العالم، حيثُ يجب على الطالب أن يدرسَ ليلَ نهار ؛ لكي يحصل على الدرجات العالية و المتفوقة، و هذا ينعكس سلبياً على نشاطاته التي لا علاقة بالمدرسة فيها، مثل : ممارسة الهوايات، تعلم اللغات الأخرى، استكشاف المواهب، التنزه، و التعرف على العالم الآخر ، و بذلكَ لا ترقى ثمار المجتمع فتندرج دولتنا ضمن إطار" الدول النامية " ، فالبلدان المتقدمة مناهجها سهلة ، ويفهم الطالب الذي يدرس في مدارس هذه البلدان ، أن الحياة ليست فقط قضية " المدرسة " و يتعرف على جميع الجوانب الحياتية المهمة ، و يتعلم أشياء خارج المدرسة، تضمن لهُ مستقبلاً و وظيفةً، أظن بأنه لا علاقة للاحتلال بصعوبة المنهاج هنا ..

ب‌- طرق التعليم : من أين عليّ أن أبدأ هنا ؟، تبدو هذهِ النقطة كالشعاع الذي يُعَرف بــأنه :"خط مستقيم ليس له بداية و لا نهاية" ، و هكذا مشكلة طرق التعليم، هناك الكثير من الأمور التي تجعل من هذه المشكلة شبكة عنكبوتية ، فتنظيم الجدول الدراسي مثلاً، في الصف السابع و الثامن كان عندي تقريباً 4 أيام في الأسبوع توجد فيها 4 حصص متتالية مواد أساسية، والسؤال هنا كيف يمكن للطالب أن يستوعب الكم الهائل من هذه المعلومات التي تعتمد على الفهم و الشرح ؟

على سبيل المثال يكون جدول الحصص : درس قواعد لغة عربية، ثم درس رياضيات، ثم درس محادثات لغة إنجليزية، ثم درس في وحدة الأحياء في العلوم، ثم يأتي درس تاريخ مثلاً ...، هل عقول الطلبة آلات حاسبة، أم أجهزة إلكترونية، أم ماذا؟ ، أم هذا ليس تعليم بل تجهيل؟، في الدول المتقدمة يوضع الجدول بعد أن يدرس جيداً ، في الحصة الأولى لا توضع مادة صعبة لأن الطالب لن يكون في تركيز تام، في الحصة الثانية توضع مادة صعبة، ثم مادة متوسطة الصعوبة، بعدها مادة سهلة،و بعدها مادة صعبة، و هكذا، و أيضاً على المعلم أن يقوم بتحضير الدروس قبل دخول الحصة، ويحضر معهُ بعض الوسائل التعليمية، و المعلومات الخارجية، و ينظم وقتْ الحصة، و أن توفر الوزارة الكريمة بعض الأموال لهذهِ الأشياء، لا أريد تعقيباً على ما أقول كهذا يقول : " لا يوجد أموال عند الوزارة"،

يدخل للتربية و التعليم العديد من الأموال لمساعدة التعليم في غزة، لكن يبدو بأن هذهِ الأموال تدخل لمساعدة الوزارة على ترميم شكلها الخارجي و توفير المكاتب المريحة و المكيفات و الرواتب... إلخ، و إذا جاء شيء للمدارس، للأسف لا يوزع على الطلبة بل يبقى عند إدارة المدرسة – هذه صورة مقربة من الواقع-، أحياناً يوزع على الطلبة، لكن أحياناً لا يوزع إلا على آوائل الطلبة و يبقى الباقي أيضاً عند الإدارة، و أحياناً علينا أن نشتري هذهِ الأشياء رغماً عن أنفنا، مثل : دليل الطالب لعمل البحث العلمي، كان علينا أن ندفع شيكل، و البعض اعترض و قال أنه لا يريد و يبدو بأنهم تراجعوا عن هذا القرار ^_^ ،و في بعض المدارس، يستخدم المعلمون ألذ أنواع الكلام لتوبيخ الطلاب، و يستعمل الضرب أيضاً،

بعد قصة إضراب المعلمين، جاء العديد من المعلمين الذين لا يملكون الخبرة !، هذه النقطة أيضاً لا علاقة للاحتلال فيها ..

ت‌- العلاقة بين الطالب و المعلم : يوجد العديد من العلاقات التي تكون بين الطالب و المعلم تبنى على مبدأ الخوف لا الاحترام، حيث يخاف الطالب من المعلم لكن لا يحترمه، و يذكره بألفاظ لا تليق بمكانته التي مجدها الإسلام له والمجتمع ، و بالطبع سيدرس الطالب و يحل الواجبات بغرض الخوف لا التعلم، و أيضاً هناك مشكلة جديدة هي تدخل المدرسة في حياة الطالب الشخصية التي لا تمت للمدرسة بصلة !، حيث تتدخل المعلمات في مدارس الفتيات بحياتهن في البيوت و تسألهن ماذا يلبسن و ماذا يشاهدن على التلفاز، و الكثير من الأشياء التي لا تُذكر صراحةً !،

أيضاً طرق تعامل إدارة المدرسة مع الفتيات، لدي مثال أفحمني عندما حصل مع صديقتي في الفصل، كانت تعاني من مرض في التنفس، و الكثير من المرات كانت تختنق في الحصص، و تذهب إلى البيت، تقريباً في المرة الرابعة عندما حصل معها هذا الشيء، اتهمتها الإدارة بأنها تمثل لكي تخرج من الحصص و تلهو كما يحلو لها، و قالوا لها : "قولي لنا بأنك لا تريدين الحصص و سوف نخرجك منها لكن لا تمثلي كل يوم هذه المسرحية " لا تعليق على معاملة كهذهِ ...، فأيضاً لا علاقة للاحتلال بهذا !!

إلى متى سنبقى هكذا،!

تباً لــ هكذا تعليم، إنه ليس تعليم، بل تجهيل، محاولات تجهيل على مستوى عالٍ من الخبرة و الجودة،

مشاكل تختنق و تصارعُ بعضها بعضاً، و تتراجع فلسطين إلى الوراء كل يوم أكثر فأكثر فأكثر،

هل سنبقى هكذا حتى نصبح رماد سيجار ؟

نحن نحتل أنفسنا قبل أن يحتلنا الاحتلال، أصبحنا نريحه كثيراً،

مواطنون في علبة سردينة، كان تعليق أحدهم على كلامي هذا عندما أخبرته !!

أحقاً وصلنا إلى مرحلة، أن نكون سردينة للأكل، نعيشُ في علبة ؟؟

أحقاً حقارة الرؤوس المهمة في الدولة، جذبتنا إلى هنا ؟؟

أأصبحنا شخصيات تبحثُ عن مؤلف ؟؟

هناك تعليق واحد:

  1. فخورة جدًا بكِ رنا .. عبرتي عن اشياء تدور في خاطر الكثير منا .. تحياتي لكِ كصوت شابة تعبر عن قضايا جيلها .. استمري
    فاطمة الوحيدي

    ردحذف