
في ليلةٍ من ليالي كانون ، جلست أنا و العجوز قرب المدفأة ، و أخذنا نأكل الحلوى
كانت موسيقانا في تلك الليلةِ هو : " تناغم زخات المطر مع صوت اشتعال النار "
اقتربنا أكثر من الآمال و كل الدفء ..
و ألقينا نظرة على أحضان الأمِ ، و ازدادت " اللوعة "
دمعة السطح أكلت روعة التفاح الأخضر ، و الحلوى تحولت إلى لا شيء !
و مريمية الشاي الدافئ أخذت بالذوبان
جميلٌ ما نقدر بهِ أنفسنا
أرجوكَ أيها الجفاف لا تعانق الزعفران ، و لا تدع الأفعى تلدغ ثنايا الورقِ عند تفتح الربيع !
فقد حرم الطفل من الغطاء ، و نام في العراء بلا أمٍ دافئة !
و هناكَ شيئاً من العشق تدحرج أمام طرقات الزخرفة ، و لقطه الالتواء الأعمى أمام اللوحة
سبب العطاء الأرجواني هو انعكاس اللون الأبيض ، لكل شيء أصل و للوطن جذور ..
سيمفونية الغذاء أعددنا أنفسنا لعزفها أسابيع ، و جلا لنا القدر بسيقان ملونة ..
طويت الورقة هنا , و انطفأت شعلة المدفأةِ ..
سألني العجوز : " أين وصلتي ؟ "
قلت له : " لا أعلم ، فالعبرة بسكون القلم بأنه غاب أصل العاطفة ، و الحنين أصبحَ عدوانياً لومضة ، و الشعلة أصبحت منارة للأوغاد ، و المجد قد ذهب من هنا ، و لا وطن يذكر ، و لا جمعة أحباب تشفي لوعة القلب الذي حرق من غيابهم ، فقد تركوه كالأقاح الذابل ، و دفنوا بقايا منعمة بالحب بداخلي ، و رسموا ضحكتهم و وعدوا نفسي باللقاء ، لم تخبرني أيها العجوز أين أنت قد وصلت ؟ "
قال : " إلى حيث مزرعتي ، قمحي ، حصادي ، و سمائي ، و مائي ، لا يهم فالمهم هو بقاء الأمل في القلوب ، ربما لسنا الأكثر سعادة ، لكننا الأكثر جرأة في تحدي ثغرات سلال البرتقال ، هل تودين شرب الشاي ؟ "
قلت له : " لماذا قطعت تلك الكلمات ؟ ، سأشرب الشاي البارحة ! "
في أعماقي كنت متيقنة من أنني سأدخل في حربٍ كلامية ، كنت أود أن يكمل حديثه عن سلال البرتقال ،
لكنني استغربت حينما وضع أمامي كوب شاي غير ممتلئ تماماً و قال :
" أرى أنكِ لم تنتهي بعد من شرب الشاي منذ البارحة ، هل أنتِ كالسلحفاة في شرب الشاي ؟ "
فهمت قصده .. سأنتظر لحين يأتي الموعد لكنني ثائرة !